الخصومة شرف لا يعرفه إلا النبلاء
كتبت دكتورة / شيماء علام
الخصومة شرف لا يعرفه إلا النبلاء
دائمآ ما نسمع عن اخلاق الفروسية والتى هى أخلاقيات وأصول وميثاق وشرف ، ففى الفروسية لا يجوز الطعن من الخلف فمن طعن من الخلف فهو ليس بفارس وليس لديه أخلاق الفروسية، ولا يجوز استخدام العصا ولاالحجاره ولا الألفاظ النابية .
ومن أخلاقياتها أيضا أن الفارس إذا سقط على الأرض أصبح فى ذمة أخيه وإذا سقط منه سيفه أصبح أيضاً فى ذمة أخيه فلا يقربه ولا يؤذيه ولا يهينه.
حتى فى ” الثأر” في الصعيد والأقاليم والذى نعتبره أمرا مذموما، هناك ضوابط عديدة كانت تنظمه، فلا يجوز استهداف الخصم في جنازة أو من الخلف أو أثناء وجوده مع النساء والأطفال.
ليس فى الثأر و الفروسيه فقط بل فى الجاهلية كان لديهم “شرف الخصومة”، فقد كانت من ثوابت القيم العربية في الجاهلية والإسلام، فقد رفض أبو جهل أن يُكسر الباب ليقتل الرسول عليه الصلاة والسلام وقال قولته المشهورة : “لا تتحدث العرب أن ابا الحكم عمرو بن هشام رَوع نساء محمد.
هذا كان من أبوجهل فى الجاهلية الذى اذا ذكرت تحدثنا عن الراجعية والان فى ظل الانفتاح والعصرية نرى النقيض تمامآ فتجد الحروب المضوية على كل وسائل التواصل الاجتماعية بغير رحمة ولا عقل .كم من الجرائم ترتكب بوعى وبلا وعى من سب وقذف وتشهير وتنكيل وترويع فهل تراجعت أخلاقنا عن زمن الراجعية ؟ هل تدنت أخلاقنا عن كفار قريش ؟
صراعات فارغة من أجل اعلاء كلمة او إثبات الذات وبطش بكل ما يقابلك لانتصار للذات منه إنتصار زائف ومنه انتصار من أجل منصب او لقب او اموال ..
كنت استمع فى مرة لاحد الصالحين وكان يتكلم عن كيفية الزهد فى شهوات الدنيا ومن ضمن كلامه سأل انت لو سافرت لرحلة ونزلت فى فندق يومين او تلات ايام هل بتعلق صورك على الحائط فى غرفة الفندق ؟؟ وكانت الاجابة ( لا )
لماذا ؟ لان الأمر لا يستدعي فالوقت قصير هما يومين و ماشى ..
فرد قال هى الدنيا كده رحلة مهما طالت رحلة فحاول تجعلها رحلة سعيدة.